القائمة الرئيسية

الصفحات


النظم العامة للحضارة الهلنسية

النظام الديموقراطي الأثيني

بلغت أثينا منذ القرن السادس إلى غاية القرن الرابع قبل الميلاد أوج ازدهارها في إطار سيدة الحرية و المساواة و أصبحت المركز الذي ظهر فيه معظم الفلاسفة و المفكرين الذين عملوا على بلورة و تعميق الفكر السياسي و يعتبر أفلاطون و أرسطو من أبرز رواده و كما تزامن الإشعاع الفكري مع النمو الإقتصادي و النضج السياسي الشئء الذي أعطى أثينا أن تلعب دورا رائدا كقوة سياسية و قوة عسكرية ترعى مصالح بلاد اليونان ،  في ظل هذا الوضع شهدت أثينا إنجاز إصلاحات هامة و متطورة في المجال القانوني السياسي و الإجتماعي من أبرزها تشريعات دراكون و سولون و كليستنس التي قضت على البنيات الأرستقراطية و حققت درجة كبيرة من الممارسة السياسية بالنسبة للمواطنين .
لقد أصبحت أثينا في هذا العهد مثلا يحتدى به لما توفر لها من مؤسسات سياسية قوية و متماسكة تضم مشاركة قاعدة عريضة من المجتمع الأثيني سواء في تحمل أعباء التسيير الإداري في الدولة أو في طبيعة السلطة التي أصبحت بيد المواطنين ، وهنا يطرح السؤال عن مفهوم المواطن و المواطنة في أثينا و كما زاد الانتصار العسكري في الحروب الفارسية من ثقة الشعب في نظامه. سياسي واجتماعي اثبت جدارته ما شجع أنصار هدا التوجه على مواجهة خصوم الديموقراطية هنا نصادف مصطلح الديموقراطية و بروز نظام مكن دولة مدينة أثينا من القضاء على الأرستقراطية.   

 قوانين و تشريعات أثينا: إصلاحات سولون انموذجا

يعد سولون بحكم مولده و سمعته من المواطنين الأوائل في أثينا لكن ثروته و مكانته الإجتماعية جعلته مواطنا من الطبقة الوسطى ففي عهده اشتد النزاع بين الشعب و الطبقة الأرستقراطية مما جعل الشعب يعلن ثورته ، و أمام هذا الوضع اتفق الطرفان على انتخاب سولون حكما بينهما سنة  592قبل الميلاد كما عهدا إليه بإصلاح النظام السياسي بمجرد ما أصبح سولون جاكما حرر الشعب و منع أن يتخذ الشخص المدين رهينة دينه و ألغى جميع الديون هذا الإجراء يسمى "سيساكتي"  أول إصلاح قام به سولون تقبله الشعب بارتياح كبير إذن أهم إصلاح قام به سولون هو الإصلاح الاجتماعي "سيساكتي".
احتفظ سولون بما كان في السابق من تقسيم المواطنين إلى أربع طبقات حسب الدخل و أنشأ مجلسا يتكون من أربعمائة عضو ؛ مائة عن كل قبيل ذلك أن أثينا ظلت منقسمة إلى أربع قبائل , و قد كان مجلس الأربعمائة ينظر في جميع الأمور و يناقشها قبل أن يعرضها أمام مجلس الشعب إلى جانب هذه المجالس هناك مجلس يعرف باسم مجلس الاريوس باجوس هو إسم الموقع الذي كان يعقد فيه اجتماعاته و هو تل  أريس نسبة إلى إله الحرب , و غالبا ما كان المجلس يجتمع ليلا, كان لهذا المجلس سلطة مطلقة للسهر على حفظ النظام و كانت عضويته مدى الحياة لأن أعضاء كانوا من شيوخ أثينا ,لقد كلف سولون هذا المجلس بحمايةالقوانين و مراقبة النظام كما كان عليه الأمر من قبل فقد كان المجلس سيصدر حكمه بالعقوبة أو بالغرامة على من يخالف القانون و كان يؤدي الى خزينة الدولة مجموع الغرامات التي جمعها من غير أن يكون ملزما بتقديم سبب إصداره الحكم .
 إذن ثلاثة مقاييس وضعها سولون أولها وأهمها إلغاء جميع الديون ,ثانيا تخويل حق اتهام مرتكبي الظلم لجميع الأشخاص ,ثالثا الحق في الإستئناف أمام المحاكم و هذا الإجراء منح الشعب قوة كبيرة و كما قام سولون ببعض الإجراءات الاقتصادية التي تهم الزيادة في قيمة و النقود.
و بمجرد ما وضع سولون قوانينه سافر الى مصر و أعلن أن غيبته ستدوم عشر سنوات حتى يتجنب كل تساؤل أو انتقاد من طرف المواطنين حول قوانينه التي لا يرغب في تغييرها، فقد كان يرى أن كل مواطن يجب أن يعمل على تنفيذ القوانين.

النظام العام الاسبرطي

تعد إسبرطة من دول المدن اليونانية ذات التأثير الكبير على المستوى السياسي و العسكري و من المدن المنافسة لدولة مدينة أثينا من الناحية الإقتصادية بحثا عن الأسواق وتحقيق توسعات أكثر و نظامها السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي مخالف تماما لنظام أثينا ، و يرجع نظام إسبرطة الى تشريعات ليكوركوس فقد شرع لها نظاما عسكريا مبنيا على تداريب رياضية صارمة و قاسية لتحقيق مجتمع قوي عسكريا تواجه به أعداءها و كان أسمى شرف عند الإسبرطيين هو تحقيق الانتصارات في المعارك إلى جانب          لك فالمؤسسات السياسية التي عرفها نظام إسبرطة ترجع إلى تشريعات ليكوركوس.    
كالمؤسسة الملكية و مجلس الشيوخ و مجلس العموم و هيئة الإفورس الى جانب النظام الاجتماعي و الاقتصادي و نظام الموائد العامة.

خاتمة

·         و لفهم أهم التطورات السياسية و المراحل التاريخية للحضارات الغربية القديمة يجب الوقوف عند مجموعة من المفاهيم و المصطلحات التي تمكننا من التتبع الجيد لتاريخ  الإغريق و أهم هذه المفاهيم  مفهوم دولة المدينة اليونانية التي يطلق عليها البوليس و التي تختلف من حيث الجوهر عن مفهوم دولة المدينة السومرية في بلاد الرافدين و تجدون في المطبوعات المرفقة بهذه المنصة تعريفا شاملا لدولة المدينة  اليونانية و يجب الإشارة أن كل دولة مدينة مرتبطة بنظامها السياسي الخاص بها و بالقوانين   والتشريعات التي عرفتها ذلك أن المواطن مرتبط بقوانين دولته سواء في أثينا أو إسبرطة أو في أي مدينة يونانية أخرى و من هنا نصادف مفهوم المواطن و المواطنة في بلاد الإغريق.
فالمواطن في إسبرطة مرتبط بتشريعات و قوانين المشرع ليكوركوس و أن يخضع لقوانين مدينته التي تحدد مفهوم المواطنة، أما في أثينا كان مفهوم المواطنة مرتبط بالمراحل  والتطورات السياسية التي عرفتها دولة مدينة أثينا مثلا مع بداية القرن الخامس قبل الميلاد و صل عدد المواطنين في أثينا إلى ثلاثين ألف مواطن  حسب المؤرخ هيرودوت و يحظى بحقوق المواطنة كل من  كان إما من أب  الأثيني أو كان من أم أثينية   ،  لكن مع تزايد عدد المواطنين خلال أواسط القرن الخامس قبل الميلاد قرر الأثينيون و باقتراح من بركليس أن يتمتع بالحقوق السياسية و المواطنة كل من ولد من أب و أم أثينيين، و عند بلوغ سن الثامنة عشر يخضع الأفراد لتدريب عسكري مدة سنتين يعيشون فيها حياة الجندية و عند انقضاء هذه المدة يحظون كغيرهم  بحقوق المواطنة.  

تعليقات