السياسة الخارجية المرابطية
يعد قيام الإمبراطورية المرابطية ، لابد لها من الاصطدام مع جيرانها من ملوك الطوائف وبني حماد ، غير امير المسلمين يوسف بن تاشفين حرص على الا دخول في نزاع مع الدويلات المتاخمة لحدود الدولة المرابطية ، فضلا عن حرصه على اعتراف من الامامة العباسية الهاشمية ، بينما كانت العدائية العلاقة الوحيدة التي جمعت هذه الدولة بعد ضمها للأندلس مع دويل
حرص الأمير يوسف على علاقة لدويلتهم ، وتم لهم ذلك عنما عبر يوسف بن تاشفين الى الاندلس سنة 479 ه ، فتحالفوا مع عرب بني هلال ؛ وغزوا مناطق النفوذ المرابطي في المغرب الأوسط ؛ وعادوا لبلادهم محملين بالمغانم ، ذلك سكت يوسف بن تاشفين عن ذلك وصالح osure وبعد وفاة الناصر بن علناس الحمادي عام 481 ه بعث امير المسلمين يوسف كتاب تعزية لخليفته وابنه المنصور الحمادي ، واستمرت فترة السلم والمهادنة مدة عشر سنوات ، ثم ما لبث ان نشب بعد ذلك خلاف الأمير الحمادي وعامل تلمسان تاشفين بنغمير ، فهاجم والي تلمسان المرابطي دون اذن مسبق من الأمير يوسف امارة بني حماد ، تدخل الأمير يوسف بن تاشفين وأصلح ما أفسده واليه على تلمسان تاشفين وعزله واستبدله بالقائد المرابطي الشهير الأمير مزدلي.
أساسيتين ؛ هما مرحلة السلم والتحالف ، ومرحلة القتال. البحر لغزو الاندلس وضمها لممتلكات الدولة المرابطية والقضاء على دويلات الطوائف (بني عباد ، بني زيري ، بني الافطس ، ...) بصفة نهائية ، ائتلافات ان ايقن ان يعتمد حكام الاندلس و امرائها لا يصلحون للحكم و لا عليهم عليهم في جهاد نصارى الشمال الايبيري المسيحي ؛ حيث وصلت أمير المسلمين يوسف بن تاشفين عام 482 ه فتاوي العلماء بجواز ٧ واغ. لقد كان فقهاء وعلماء الاندلس يؤيدون ، وكذلك وفق وفقهاء العد المغاربة والمشرق ، فقد أرسل كل من الامام الغزالي وابي بكر الطرطوشي فتوى تؤيد هذا العمل ضد ملوك الطوائف المسلمين ؛ وفي هذا يقول الغزالي: (بما في ذلك الاسم الذي يحمل اسمًا) ، لأنهم حسبهم ، هؤلاء العلماءوا ، لأنهم حسبهم ألفونسو (الأذفنش) على محاربة المسلمين فان عليه ان يبادر الى خلعهم جميعا (فان تركتهم وناف عليهم ، اعادوا بقية بلاد المسلمين) بابي الملجوم و قاضي غرناطة الفقيه ابن القلاعي الذي هرب الى قرطبة و اتصل بالأمير يوسف بن بن تاشفين و افتى بجوا يصف لنا الفيلسوف و الاخباري و الفقيه ابن حزم الاندلسي الظاهري حال ملوك الطوائف -وهو شاهد عيان على تلك الفترة - بقوله: (لو وجد في اعتناق النصرانية وسيلة لتحقيق مصالحهم لما ترددوا). انتهت الاندلس ولايات مرابطية تابعة للعاصمة مراكش ؛ استقرت القصاصة الجذاميين.
لم تشمل علاقات دولة المرابطين الخارجية فقط دول الجوار و انما حرص الأمير المرابطي كذلك على كسب تأييد الخلافة العباسية التي كانت لها قوة معنوية كبيرة آنذاك و سلطة روحية مطلقة في مختلف ارجاء العالم الإسلامي السني رغم انعدام قوتها السياسية و العسكرية ، فبعدما تمكن الأمير يوسف بن تاشفين اللمتوني من بسط سيطرته على العدوة الاندلسية طالبه الفقهاء ان يحصل على تقليد من الخليفة العباسي يقضي بولايته على المناطق الخاضعة للدولة المرابطية ، و نزولا عند رغبتهم قام يوسف بن تاشفين بإرسال وفد الى بغداد حاضرة الخلافة العباسية مكون من كبار العلماء و الفقهاء في دولة المرابطين و اتصل بالخليفة العباسي احمد المستظهر بالله و ضم الوفد عبد الله ابن محمد بن العربي ، كما بعث مع الوفد هدايا وكتاب يذكر فيه ما فتح الله عليه من الامصار بالمغرب و الاندلس و ما احرزه من الانتصارات ، و يطلب منه تقليدا بولاية البلاد التي استولى ، و عادت البعثة و معها عهد من الخليفة بتقليد يوسف ما يحكمه من البلاد ، و بذلك حصلت الامارة المرابطية بالمغرب و الاندلس على سند شرعي يدعم سلطة حكامها ، و قد اختلف الاخباريون في زمن اتصال المرابطين بالخلافة العباسية ؛ فابن الاثير يقول ان اول اتصال حدث بين العباسيين و المرابطين عقب موقعة الزلاقة و انتصار التحالف الإسلامي الذي يتكون من المرابطين و ملوك الطوائف و بسط المرابطين سيادتهم على بلاد الاندلس ، و يتفق معه كل من القلقشندي و ابن خلدون و الذهبي.
غير ان المسكوكات المرابطية التي عثر عليها تضم أسماء الخلفاء العباسيين منذ عام 450ه أي خلال عهد الأمير ابي بكر بن عمر اللمتوني ، و قد ظل اسم الخليفة العباسي مقرونا بذكر اسم الأمير ابي بكر بن عمر اللمتوني في السكة الى عام 480ه حيث توفي و خلفه ابن تاشفين الذي بدوره ذكر اسمه مرفوقا باسم الخليفة العباسي ، ما جعل بعض الباحثين المعاصرين يميلون الى الراي القائل بكون الصلة بين المرابطين و العباسيين كانت قبل معركة الزلاقة.
اما العلاقة بين المرابطين و الدويلات المسيحية في شمال شبه الجزيرة الإيبيرية ( ارغون ، قشتالة و ليون ، جليقية ، كونتية برشلونة ،..) فقد كانت في اكثرها قائمة على الصراع و العداوة، كما غلب عليها طابع الغزو المتبادل و النزاعات الحربية المستمرة ؛ فضلا عن تبادل رسائل الهجاء و الوعيد و التهديد ، اذ تكرر غزو مسيحيي الشمال للمناطق الإسلامية في الاندلس خلال عهد كل من امير المسلمين ابي يعقوب يوسف بن تاشفين اللمتوني و ابنه و خليفته امير المسلمين ابي الحسن علي بن يوسف بن تاشفين و حفيده والي الاندلس زمن ابيه الأمير تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين، و انتهى هذا الصراع بسقوط المدن و الحصون الاندلسية في الشمال و الشرق: بلنسية ، لاردة ،سرقسطة ، المرية ،قلعة أيوب ، و غيرها في قبضة ملوك الشمال المسيحي .
المصادر و المراجع
مجموعة رسائل ابن حزم الظاهري .
مسكوكات المرابطين و الموحدين في شمال افريقيا رسالة ماجستير في الحضارة و النظم الإسلامية كلية الشريعة و الدراسات جامعة الملك عبد العزيز مكة 1979م.
الاكتفاء في اخبار الخلفاء لابن الكردبوس ، أبو مروان عبد الملك الكردبوس التوزري. دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
الاثر السياسي للعلماء في عصر المرابطين رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي لمحمد محمود عبيد الله بن بية. الإحاطة في اخبار غرناطة للسان الدين ابن الخطيب تحقيق محمد عبد الله عنان طبعة مكتبة الخانجي القاهرة.
رسائل أبو بكر بن العربي .
دولة المرابطين لسلامة محمد سلمان الهرفي دار الندوة 1985م .
دراسات في تاريخ المغرب والاندلس للدكتور احمد مختار العبادي مؤسسة شباب الجامعة.
تاريخ المغرب و الاندلس في عصر المرابطين د حمدي عبد المنعم محمد حسين مؤسسة شباب الجامعة 1986م.
الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى لابي العباس احمد بن خالد الناصري. تاريخ الاندلس عبد الرحمن حجي دار القلم طبعة 1986 م.
تعليقات
إرسال تعليق